العرب وفايدته الاحتراز عن الخطأ في اللسان والفهم على معاني كتاب الله والسنة ومسايل الفقه ومخاطبة العرب بعضهم بعضا وقوله "تجلو به المعنى العويص المبهما" تجلو أي توضح والمعنى العويص هو ما يصعب استخراج معناه قال ابن ساعد التونسي منفعة النحو تبين أحوال الألفاظ المركبة في دلالته على المقصود ورفع اللبس عن سائلها فإن قول القايل ما أحسن زيد بالسكون يحتمل أحد أمور ثلاثة التعجب في حسنة والاستفهام عن أي شيء أحسن وسلب الإحسان عنه حتى يعرب فيميز فإذا قلت ما أحسن زيدا بنصب أحسن زيدا فـ "ما" اسم تعجب نكرة "أحسن" فعل ماضي "زيدا" مفعول به وفاعل "أحسن" مستتر فيه يعود على ما التعجب و "ما" التعجب نكرة بمعنى شيء وإذا قلت ما أحسن زيد برفع أحسن وجر زيد فـ "ما" استفهامية مبتدأ أحسن، خبره "زيد" مضاف إليه والمعنى أي أجزائه أحسن وجهه أو رأسه أو يده وإذا قلت ما أحسن زيد بنصب أحسن ورفع زيد فـ "ما" نافية و "أحسن" فعل ماض "وزيد" فاعل فسلبت الحسن عن زيد وهذا معنى قول الناظم "تجلو به المعنى العويص المبهما" وقوله "فهاك فيه" هاك اسم فعل أمر بمعنى خذ و "الدرة" اللؤلؤة والجمع درورات ودرر "يتيمة" أي عديمة النظير قال في مختار الصحاح وكل شيء مفرد يعز نظيره فهو يتيم يقال درة يتيمة و "قيمة" واحدة القيم من قولك قوم السلعة تقويما والناظم طلب أن تكون قيمة هذه الدرة حسن القبول أي أن يتقبلها الله وتكون خالصة لوجهه ويقبلها الناس فينتفعون بها وهذا الدعاء مشابه لقوله في آخر بيت منها