"فاقض لماض" أي للفعل الماضي مثل قام وقعد وضرب "بالبنا حتما على فتح" ما لم يتصل به ضمير مخاطب أو متكلم فيسكن مثل قمت وقعدت وضمير جمع فيضم مثل قاموا وضربوا ولقد قلت في نظمنا اللؤلؤ المنظوم:
فالماضي مبني بفتح في الأخير…إلا إذا كان في عجزه ضمير
وفي ضربت ابن على السكون…وضربوا بالضم للتبيين
وهذا يرد قول الناظم "بالبنا حتم على فتح" لكنه خرج مخرج الغالب وأصل الأفعال البناء فلا يقال لم بني الفعل الماضي لأنه بني على أصل الأفعال وما جاء على أصله فلا سؤال عليه وإنما يقال لم بني الماضي على حركة ولم يبن على السكون إذ هو أصل البناء ويقال أيضا لم خص بتلك الحركة ويقال إنما بني على حركة ولم يبن على السكون لتكون له مزية على فعل الأمر لأنه يقع موقع الاسم وبيان ذلك أنك تقول مررت برجل كتب كما تقول مررت برجل كاتب وهو قد وقع موقع كاتب ولا تقول مررت برجل اكتب وإنما خص بالبناء على الفتح طلبا للتخفيف لأن الفتح أخف الحركات والفعل ثقيل فخففوه بالبناء على الفتح الذي هو أخف الحركات أو قوله "ولو مقدرا نحو انجلى" أي ولو كان الفتح مقدرا نحو انجلى فإن الفتح مقدر على الألف والمانع من ظهوره التعذر "وابن على الحذف أو السكون أمرا" يعني أن فعل الأمر وهو استدعاء طاعة المأمور بفعل المأمور به مبني على ما يجزم به مضارعه من حذف نحو ادع وارم واخش وصلوني واضربوا أو سكون نحو قم وقل ولهذا قال بعضهم:
والأمر مبني على ما يجزم…به مضارعه يا من يفهم