روى مسلم في صحيحه عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قالت لعروة بن الزبير: "يا ابن أخي أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسبوهم".1 نعوذ بالله من الزيغ والبهتان، ونسأله سبحانه ألا يجعل في قلوبنا غلاً لأحد من أهل الإيمان، وأن يغفر للصحابة الأبرار العدول الأخيار ولكل من اتبعه بالخير والإحسان.
ثم إن الناظم لما بين مكانة الصحابة وحث على قول الخير فيهم وحذر من الطعن فيهم قال مبيناً الدليل على ما ذكر:
(فقد نطق الوحي المبين بفضلهم ... وفي الفتح آي للصحابة تمدح)
ما سبق هو تقرير لمعتقد أهل السنة في الصحابة، وهذا البيت فيه دليل ذلك المعتقد؛ ولذا فإن المنظومة على اختصارها ذكرت فيها المباحث بأدلتها، وقوله: (فقد نطق ... ) من قوله تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (الجاثية:29) .
(الوحي) هو القرآن الكريم كلام الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
(المبين) الواضح البين الذي لا لبس فيه ولا غموض، والمبين للشرائع والأحكام، والموضح لطريق الحق والهدى من الباطل والضلال.