الجرح في شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة وهم بالجرح أولى وهم زنادقة".
فتكفير الصحابة وتكذيبهم دسيسة من دسائس اليهود وليس المقصود به الطعن في الصحابة ذاتهم، وإنما المقصود الحيلولة بين الناس وبين الدين، فعندما يروج الروافض أن أبا هريرة رضي الله عنه كذاب أو غيره من الصحابة فإن من انطلت عليه هذه الدعاية ينصرف عن الدين ولا يثق به ولا يطمئن لعدم ثقته بمن نقله، وأي ثقة تبقى في دين يرمى حملته بالكذب ويتهمون بالكفر، وبهذا يعرف مراد القوم.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من سب الصحابة أشد التحذير وأمر بالإمساك عن القدح فيهم أو الطعن.
ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه".1
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا".2 والمراد: إذا ذكروا بغير الجميل.
فالصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ لا يذكرون إلا بالخير والجميل والإحسان مع الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والرضوان، خلاف ما يفعله ذوو القلوب المنكوسة والعقول المعكوسة من خوضٍ في الصحابة أو بعضهم طعناً وتنقصاً وسباً وتجريحاً. ففعلوا نقيض ما أمروا به، واقترفوا ضد ما دعوا إليه.