الأول: أن يقر في نفسه أنه لا أحد أعلم بالله من الله. {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} (البقرة: من الآية140) .
الثاني: أنه لا أحد أعلم بالله من خلق الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أعلم الخلق بالله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم: 3-4) .
الثالث: أن الله بالنسبة لنا غيب لم نره، فلا مجال للإنسان أن يخوض فيما هو غائب عنه من وصف إلا بوحي. وعليه فالطريقة الحقة في باب الصفات: أن نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله لا نتجاوز القرآن والحديث، كما قال الأوزاعي رحمه الله: "ندور مع السنة حيث دارت"، أي نفياً وإثباتاً.
فمن تقررت في قلبه تلك الأصول امتنع أن يخوض في الصفات بما لا يعلم, وعلم فساد مذهب أهل الكلام الباطل الذين يتقدمون بآرائهم وعقولهم الفاسدة بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(النزول) قد وردت به السنة, وحديثه متواتر رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون صحابياً، وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا القول: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا"1 غير مرة، وهو عليه الصلاة والسلام أفصح الناس وأبلغهم وأنصحهم، وقد بلغ ما أنزل إليه أتم البلاغ، وبينه أحسن البيان وأوضحه، وهو أحسن خلق الله تنزيها لله وتعظيماً له، فقال في أكثر من