هذا إن ثبت، وثبوته محل نظر كما تقدم، وقد شكك الحافظ الذهبي في ثبوت هذا، وأشار إلى بعض المحامل التي يمكن أن يحمل عليها إن صح.
قال رحمه الله في تذكرة الحفاظ: "أما قول أبيه فيه فالظاهر أنه إن صح عنه فقد عنا أنه كذاب في كلامه لا في الحديث النبوي، وكأنه قال هذا وعبد الله شاب طري ثم كبر وساد".1
وقال في سير أعلام النبلاء: "قلت: لعل قول أبيه فيه إن صح أراد الكذب في لهجته لا في الحديث فإنه حجة فيما ينقله، أو كان يكذب ويوري في كلامه، ومن زعم أنه لا يكذب أبداً فهو أرعن، نسأل الله السلامة من عثرة الشباب، ثم إنه شاخ وارعوى ولزم الصدق والتقى".2
وذكره رحمه الله في كتابه الميزان وقال: "إنما ذكرته لأنزهه".3
وخلاصة القول أن نسبة هذا إليه محل نظر بل ليس عليه مستند صحيح، وإن ثبت فهو محمول على أمور لعلها كانت منه في مرحلة الشباب في حديثه وكلامه الخاص، لا في ما يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن شأنه أجل وقدره أنبل من ذلك. بل هو معدود عند أهل العلم في كبار الحفاظ ومن الأئمة العدول الثقات. فمن حاول لمزه بهذا فإنما يزري على نفسه، لاسيما إن كان مبنياً على الهوى والشنآن والباطل، وقد مر معنا قوله رحمه الله