الخامسة: أن السحر ثابت له حقيقة، وهو مؤثر بإذن الله الكوني القَدَري، وذلك بما يخلقه الله سبحانه عند وجود السحر، فلا يكون السحر ولا الساحر مستقلاً بالتأثير، وهذا هو مذهب أهل السنة، وأن القائلين - من أهل العلم - بأنه لا حقيقة للسحر، وإنما هو تمويه وتخييل وإيهام لكون الشيء على غير ما هو به، وأنه ضرب من خفة اليدين (الشعوذة أو الشعبذة) (?) ، هؤلاء قد نظروا إلى نوع بعينه من السحر وحسب، كما قال تعالى: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه: 66] ، وقال تعالى: {سَحَرُوا أَعْيُنُ النَّاسِ} [الأعراف: 116] . وإن أهل السنة لا ينكرون أن يكون التخييل والمحاكاة من جملة السحر، لكن ثبت وراء ذلك أمور في السحر وتأثيره، جوّزها العقل، وورد بها السمع - أي: النصوص - فمن ذلك ما جاء من ذكر تعليم الملكين ببابل للناس السحر، ولو لم يكن له حقيقة لم يمكن تعليمه، ولا أخبر تعالى أنهم يعلّمونه الناس، وأن من أثره حدوث فرقة بين الزوجين بإذن الله. كما أنه يستدل على ثبوت السحر، وحقيقته، وأنه أعم من كونه تخييلاً،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015