بها هذا الوباء، فقال عليه الصلاة والسلام: الطَّاعُونُ رِجْسٌ، أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَاراً مِنْهُ (?) .
فائدة (?) :
(لقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم للأمة - في نهيه عن الدخولِ إلى الأرض الموبوءة، ونهيه عن الخروج منها - كمالَ التحرُّز من الطاعون، فمنع دخول غير الموبوئين أرض الوباء، منعًا لإعانة الإنسان على نفسه بموافاة الطاعون في محل سلطانه، وإعانة للإنسان على نفسه، ومَنَع المتعرضين للوباء من الخروج، لحملهم على الثقة بقدر الله والصبر على قضائه، وطلبًا لثوابه في تحمّل ذلك ونيل شهادة الدنيا بالموت بسببه، لقوله صلى الله عليه وسلم: الطَّاعُونُ شَهَادَةُ كُلِّ مُسْلِمٍ (?) ، ففي الأول تأديب وتعليم، وفي الثاني تفويض وتسليم، كما أن في الأخير حكمة طبية بالغة، حيث إنه لا يمكن الخروج من أرض الوباء والسفر منها إلا بحركة شديدة، وهي مضرة جدًا، وهذا كلام أفضل الأطباء المتأخرين، فظهر بذلك المعنى الطبي من الحديث النبوي، وما فيه من علاج القلب والبدن وصلاحهما) .