" المقدمة الرابعة"

جوَّز الشافعي الترجيح بكثرة الأدلة خلافًا لبعضهم.

لنا وجهان:

الأول: أن الظن بقول الأكثر أقوى لوجوه:

أ - التواتر يفيد العلم فالعدد الأقرب إليه أقوى إفادة للظن.

ب - قول كل واحدٍ منهم يفيد قدرًا من الظن، فعند الاجتماع يفيد الزيادة لئلا يجتمع على الأثر الواحد مؤثران مستقلان.

ج - الغلط والنسيان (?) وتعمد الكذب على الأكثر أبعد.

د - احتراز العاقل عن كذب يعرفه غيره أكثر.

هـ - المجموع أعظم من كل واحدٍ منهما فهو أعظم من ذلك الواحد.

و- الصحابة رجحت بقول الأكثر لما سبق (?)، والأقوى يجب العمل به كالترجيح بالقوة، ولا أثر لاجتماع المزيد مع المزيد عليه في محلٍ واحد بالضرورة.

الثاني: مخالفة الدليل محذور والزائد لا معارض له فلا يجوز مخالفته.

احتجوا بوجوه:

أ - قوله عليه السلام: "نحن نحكم بالظاهر" (?). فإن إيماءه (?) يلغي الزيادة، وترك العمل به في الترجيح بالقوة لاجتماع المزيد مع المزيد عليه وإفادته قوة الظن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015