والجواب عن الآية الأولى: أن إلاً بمعنى لكن أو يقال "معناه إلا (?) قتلاً يخطئ فيه برمية إلى جرثومة واصابته إياه.
وعن الثانية (?): لا نسلم أن كونه من الجن ينفي كونه من الملائكة.
سلمناه. لكن إنما حسن الاستثناء لكونه مأموراً بالسجود (?).
ولقائلٍ أن يقول (?): هذا استثناء من المعنى وقد بطل.
وعن الآيات الباقية.: أنه ليس باستثناء باتفاق النحاة. بل هو عند البصريين بمعنى لكن وعند الكوفيين بمعنى سوى. وعن الشعر أن الأنيس المؤنس والمبْصَرُ فَدخلت اليعافير والعيس فيه. وعن الأخير: أنه يجوز استثناء كل شيء من كل شيء (?).
قال القاضي: يجب أن يكون المستثنى أقل من الباقي. وقيل: يجب أن لا يكون أكثر منه وهما باطلان. لأنه لو قال: له علي عشرة إلا تسعة لم يلزمه إلا واحد، ولأن قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} (?). وقوله حكاية عن إبليس: {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ