وامتازت المقالات في هذه المرحلة بظهور الذاتية العاطفية، وميلها إلى المقال القصصي، مع الميل إلى الثقافة العامة لتربية أذواق الناس وعقولهم"1.
ومن الكتب التي جمعت مقالات كتبها أصحابها في دوريات قبل جمعها في كتاب، وتمثل هذه المرحلة: "وحي الرسالة" وهو كتاب في عدة مجلدات يضم الافتتاحية التي كان يكتبها أحمد حسن الزيات في مجلة "الرسالة" في صدورها الأول "1933-1951"2، و"أباطيل وأسمار" لمحمود محمد شاكر الذي يجمع مقالات له نشرها في مجلة "الرسالة"3 يكشف فيها الزيف الثقافي الذي استشرى في حياتنا الأدبية في عقد الستينيات.
المرحلة الرابعة: مرحلة المقالة الصحفية:
وبهزيمة 1967م تخلت المقالة الأدبية عن الواجهة، وأفسحت المجال للمقالة السياسية التي يكتبها: أحمد بهاء الدين، ومصطفي أمين، وجهاد الخازن، وغسان سلامة، وسلامة أحمد سلامة، وفهمي هويدي ... وغيرهم. والمقالة الاجتماعية التي يكتبها: على أمين، وأحمد بهجت، وعبد الله الجعيثن، وعبد الرحمن الدوسري، وصلاح منتصر.. وغيرهم. والمقالة الفلسفية التي يكتبها حسن حنفي، وفؤاد زكريا، وإمام عبد الفتاح إمام ... وغيرهم.
لقد أصبح الأسلوب الصحفي الذي يُعنى بقصر العبارة والاهتمام بالمعنى، مع خلوها من المحاسن البلاغية واللفظية، هو ما يميز كتابات هذه الفترة الأخيرة.