التحرير الادبي (صفحة 186)

من أمثلة ذلك مقالة المنفلوطي "أين الفضيلة"1، وهو متشائم في مقالته، يوحي بأن المجتمع -في عصره- كان فاسدًا في كل طوائفه جميعًا:

"فتشت عن الفضيلة في حوانيت التجار فرأيت التاجر لصًّا في أثواب بائع؛ وجدته يبيعني بدينارين ما ثمنه دينار واحد.. فتشت عن الفضيلة في مجالس القضاء فرأيت أن أعدل القضاة من يحرص الحرص كله على ألا يهفو في تطبيق القانون الذي بين يديه هفوة يحاسبه عليها من منحه هذا الكرسي الذي يجلس عليه مخافة أن يسلبه إياه، أما إنصاف المظلوم، والضرب على يد الظالم وإراحة الحقوق على أهلها وإنزال العقوبات منالها من الذنوب، فهي عنده ذيول وأذناب لا يأبه لها. فتشت عن الفضيلة في قصور الأغنياء فرأيت الغني إما شحيحًا أو مِتلافًا. فتشت عنها في مجال السياسية فرأيت أن المعاهدة والاتفاق والقاعدة والشرط ألفاظ مترادفة معناها الكذب".

المرحلة الثالثة: وهي مرحلة المقالة الحديثة:

ونقصد بها تلك المقالات التي ظهرت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى"1919"، وتستمر هذه المرحلة خمسين عاما تقريبًا حتى عام "1967"، وهذه المرحلة شهدت ظهور المجلات الأدبية مثل" الرسالة" و"الثقافة" و"الكاتب المصري" و"الكتاب" في مصر، و"الأديب" و"الآداب" في لبنان، و"المنهل" في السعودية، و"الحكمة" في اليمن، و"الفكر" في تونس.. وغيرها. ومن كتاب هذه المرحلة: أحمد حسن الزيات، وأحمد أمين، وذكي مبارك، ومحمود تيمور، وذكي نجيب محمود، ومصطفي صادق الرافعي، وعبد القدوس الأنصاري، وحسين سرحان.. وغيرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015