التحرير الادبي (صفحة 158)

والمتسامحة، ويتعرض لمحاورة نافع بين الأزرق وابن عباس حول الرأي في عمر بن أبي ربيعة. وينقضها رواية ودراية، ويذكر رأي الشافعي وما تتسم به مروياته فنًّا وموضوعا، كما تحدث عن مذهب الجاحظ في رواية الشعر وعلله فيما ذهب إليه ورأي ابن الأنباري وموقفه الرافض لرواية مجموعة أبي نواس أو حكايتها أو تدوينها لضررها المطلق، كما ذكر رأي ابن المعتز الذي يجيز رواية شعر أبي نواس وحججه في ذلك، كما أشار إلى رواية شعر الغزل ورأي الماوردي فيها.

وأما الباب الثالث: فهو بعنوان: "اتجاهات النقد في رواية القبيح"، وضم ثلاثة فصول: الأول بعنوان: "الإعراض عن رواية المفاسد": فبيّن منهج الأصمعي الذي يرى أن الجمال هو تعادل يجمع بين جمال الشكل ونقاء المضمون، مما يتسم مع تدينه وتطبيقه ذلك عمليًّا في موقفه من نقائض جرير والفرزدق، كما عرض لأراء الكثير من العلماء ومنهم الحصري القيرواني ورأيه في هجاء ابن الرومي ومذهبه في تضييق حدود رواية الرفث، وذكر رأي ابن بسام وإعراضه عن رواية الفاسد ورأيه في شعر الهجاء وعلله فيه، ويناقش الباحث رأي ابن بسام في إجازته هجو الأشراف دون السباب الذي أحدثه جرير، والموشحات الأندلسية، وعدد أسباب ذلك لديه، وبعد ذلك تحدث عن رأي ابن خلكان وتنقيته مختاراته من الفحش والمجون وإضاربه عن رواية شعر أبي نواس إلا القليل منه لأسباب رآها.

والفصل الثاني: إسقاط الفاسد من رواية الشعر: تناول فيه الباحث منهج ابن هشام المتميز في رواية شعر السيرة ومناط الإحسان فيه، وما تميزت به مروياته، وإسقاطه الهجاء المقذع وتغييره في بعض الألفاظ في النص الشعري حيادا به عن رواية السوء، ويسوق الأمثلة، ويناقش الآراء، ويرد لمنهج ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015