"غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنا نأكل معه الجراد" بفتح الجيم وتخفيف الراء، معروف الواحدة جرادة (?) الذكر والأنثى سواء كالحمامة، ويقال: أنه [424 ب] مشتق من الجرد؛ لأنه لا يأتي على شيء إلاّ جرده.

واختلف في أصله، فقيل إنه نثرة حوت، فلذلك كان أكله بغير ذكاء.

وقد ورد في حديث ضعيف، أخرجه ابن ماجه (?)، عن أنس رفعه: "إنّ الجراد نثرة حوت من البحر" وفي حديث أبي هريرة: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حج أو عمرة فاستقبلنا رجل من جراد فجعلنا نضرب بنعالنا وأسواطنا، فقال: كلوه فإنه من صيد البحر".

أخرجه أبو داود (?)، والترمذي (?)، وابن ماجه (?)، وسنده ضعيف، ولو صح لكان فيه حجة لمن قال: إنه لا جزاء فيه إذا قتله المحرم، والجمهور من العلماء على خلافه.

قال ابن المنذر (?): لم يقل لا جزاء فيه، غير أبي سعيد الخدري، وعروة بن الزبير.

وقوله: "نأكل معه" قال الحافظ في "فتح الباري" (?): يحتمل أن يراد بالمعية مجرد الغزو دون ما تبعه من أكل الجراد، ويحتمل أن يريد معه أكله.

ويدل على الثاني: أنه وقع في رواية أبي نعيم في الطب: "ويأكل معنا" وهذا إن صح يرد على الصيمري من الشافعية في زعمه أنه - صلى الله عليه وسلم - عافه كما عاف الضب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015