وَاسِعًا". ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَ فِي المَسْجِدِ، فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: "إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ، صُبُّوا عَلَيْهِ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ". أَوْ قَالَ: "ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ". أخرجه الخمسة (?) إلا مسلماً، وهذا لفظ أبي داود والترمذي رحمهما الله. [صحيح]
"أنّ أعرابياً دخل المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس يصلى ركعتين" لعلها تحية المسجد.
"ثم قال: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً" كأنه لجهله بسعة رحمة الله.
"فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد تحجّرت واسعاً" وهي رحمة الله التي وسعت كل شيء كما قال تعالى (?).
(ثم لم يلبث) أي: الأعرابي.
"أن بال في المسجد" على عادة العرب في عدم الإبعاد عند البول.
"فأسرع إليه الناس" أي: بالزجر، والنهي بقولهم: مَهْ مَه كما سلف.
"فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" تقدم بقوله: "لا تزرموه".
"وقال: إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" نسب - صلى الله عليه وسلم - البعث إليهم مجازاً؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - هو المبعوث إليهم، وإنما ذكرهم؛ لأنهم المبلغون عنه في حضوره وغيبته, أو لأنهم مبعوثون من قِبَلِهِ إلينا.
"صبّوا عليه سجلاً" (?) بفتح السين المهملة [227 ب] وسكون الجيم وهو الذَنوب.
أيضاً.
قوله: (أخرجه الخمسة إلاّ مسلماً وهذا لفظ أبي داود والترمذي".