وفي حديث أبي سعيد عند البخاري (?) وغيره (?) كما يأتي "فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة".
قال البيضاوي (?): غاية الصوت تكون أخفى من ابتدائه، فإذا شهد له من بعد عنه، ووصل إليه منتهى صوته، فلأن يشهد له من دنى منه وسمع مبادئ صوته أولى.
قال الحافظ (?): ظاهره أي: لفظ حديث البخاري: يشمل الحيوانات والجمادات، فقوله: "ولا شيء" من العام بعد الخاص، ويؤيده ما في رواية ابن خزيمة (?): "لا يسمع صوته شجر ولا حجر ولا مدر ولا جن ولا إنس".
قال القرطبي (?): [405 ب] قوله: "ولا شيء" المراد به الملائكة، وتعقب بأنهم داخلون في قوله: "جن"؛ لأنهم يستجنون عن الأبصار.
وقال غيره (?): المراد كل ما يسمع المؤذن من الحيوان حتى ما لا يعقل دون الجمادات، ومنهم من حمله على ظاهره, وذلك غير ممتنع عقلاً ولا شرعاً.
قوله: "وشاهد الصلاة" في الجماعة. تأتي فضائل الجماعة.