ثم إني أؤكد أن يداً مست هذه المسألة وأمثالها بالتغيير والشطب والإضافة، ولا تتحقق هذه القضية إلا برؤية أصل مخطوطة المؤلف التي كتبها بيده، ولم يتوفر لنا منها شيء.
- قلت: وقد توفر لديَّ مخطوطة لكتاب "التحبير شرح التيسر" بخط المؤلف، وكذا رسائل عدة ولله الحمد والمنة. وفيها بعد ذكر علي - رضي الله عنه - قول الصنعاني - عليه السلام -.
لقد ورد في بعض كتب محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني سباً لمعاوية وابنه يزيد. فقد وجد في الديوان (ص 165):
لقد نسب الأنام إليَّ قولاً ... عليهم ربنا فيه شهيد
وقالوا قد رضينا بابن هند .. وقلنا إنه رجل رشيد
كذبتم إنه والله عندي ... لفسِّيقٌ وشيطان مريد
وملعون بما كسبت يداه ... كذلك نجله الطاغي يزيد
ورد الدكتور أحمد محمد العليمي في كتابه "الصنعاني وكتابه توضيح الأفكار" (ص 102): "وهذا مما لا شك في أن الصنعاني لم يقله بل هو مدسوس عليه، مكذوب في نسبته إليه، وإلا كيف تجمع بين ترجمته له وهذا القول؟ ولو وضعنا هذا النص أمام آرائه وكلامه لوجدنا أن هذا التشيع الشديد لم يظهر على تلك الأقوال والترجيحات. .".
ثم قال: "إن الظروف والأجواء التي عاشها ابن الأمير والتي جاءت بعده تجعل قضية الدس والإضافة سهلة ميسورة مقبولة، فإذا لم يستطع أعداؤه أن ينالوا منه في حياته، فإنهم على الأقل ينالون منه بعد وفاته بوضعهم القول الشائن بين أقواله".