لِلْفَقْرِ تِجْفَافًا، فَإِنَّ الفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّني مِنَ السَّيْلِ إِلَى مُنْتَهَاهُ". أخرجه الترمذي (?) [ضعيف]
قوله في حديث عبد الله بن مغفل "تجفافاً" في "النهاية" (?): التجفاف ما جلل (?) به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح.
قلت: وكان هذا أغلبي فإنّه قد كان في الصحابة الذين لا يحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدٌ كحبهم، أغنياء كعثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم ومن بعدهم كذلك محبون له أغنياء.
قال القعنبي: على قوله: "تجفافاً" معناه: أنْ يرفض الدنيا، ويزهد فيها، ويصبر على الفقر، والتقلل، وكنى بالتجفاف والجلباب عن الصبر؛ لأنَّه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب "غريب الحديث" (?) قد تأوله على أنّه - صلى الله عليه وسلم - أراد من أحبني افتقر في الدنيا.
قال: وليس لهذا وجه؛ لأنّا قد نرى من يحبه فيهم ما في الناس من الغنى [200 ب] والفقر، ولكنه عندي إنّما أراد فقر يوم القيامة يقول: ليعد ليوم فقره، وما فيه عملاً صالحاً ينتفع به يوم القيامة، وإنّما هذا منه على وجه القصد والنصيحة، كقولك: من أحب أنْ