ذلك ما أخرجه مسلم (?) عن عبد الله بن عمرو رفعه: "قد أفلح من هدي إلى الإسلام ورزق الكفاف وقنع".

قال النووي (?): فيه فضيلة هذه الأصناف والكفاف الكفاية بلا زيادة ولا نقصان.

وقال القرطبي (?): هو ما يكف عن الحاجات ويدفع الضرورات، ولا يلحق بأهل الترفهات، ومعنى الحديث: أنّ من اتصف بتلك الصفات حصل على مطلوبه، وظفر بمرغوبه في الدنيا والآخرة، ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم [اجعل] (?) رزق آل محمد قوتاً" (?) أي: اكفهم من القوت ما لا يرهقهم إلى ذل المسألة، ولا يكون فيه فضول يبعث على الترفه والتبسط في الدنيا.

وفيه حجة لمن فضَّل الكفاف؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - لا يدعو لنفسه ولآله إلا بأفضل الأحوال، وقد قال: "خير الأمور أوساطها" (?).

قال في "الفتح" (?) بعد سياقه وزيادة عليه حذفناها قلت: وهذا كله صحيح، لكن لا يدفع أصل السؤال في أيهما أفضل الغنى أو الفقر؟

لأنَّ النزاع فيمن اتصف بأحد الوصفين أيهما في حقه أفضل عند الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015