وأما أوله وهو قوله: "حب الدنيا رأس كل خطيئة" فلم يخرجه؛ وإنما ذكره السيوطي في "الجامع الصغير" (?) ونسبه إلى البيهقي (?) عن الحسن مرسلاً. [325/ أ].
وقول المصنف غير صحيح أنه أخرجه أبو داود؛ فإن الذي رأيناه في "سنن أبي داود" (?) إنما هو قوله: "حبك للشيء يعمي ويصم" أخرجه من حديث أبي الدرداء بلفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "حبك للشيء يعمي ويصم"، وترجم (?) له أبو داود بقوله: (باب في الهوى) ولم يذكر في الباب إلا هذا اللفظ من الحديث.
وإذا عرفت هذا؛ عرفت أن ابن الأثير فرط حيث بيض له جميعاً. والمصنف فرط حيث نسبه جميعاً إلى أبي داود كما أخطأ في قوله: (أخرجه رزين)، وقال الحافظ المنذري في "مختصر السنة" (?): فيه بقية بن الوليد، وبكير بن عبد الله بن أبي مريم وفي كل منهما مقال.
وروي عن بلال قوله ولم يرفعه؛ قيل: وهو أشبه بالصواب. ويروى من حديث معاوية ولا يثبت. وسئل ثعلب عنه فقال: يعمي العين عن النظر إلى مساوئه، ويُصمُّ الآذان عن استماع العذل فيه, وفائدته النهي عن حب ما لا ينبغي الإغراق فيه. انتهى.
6 - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: دَخَلْتُ عَلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقَدْ نَامَ عَلى رِمَالِ حَصِيرٍ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ. فقُلْتُ: يا رَسُولَ الله، لَوِ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً تَجعَلْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الحَصِيرِ يَقِيكَ