الكافرين. ولو لم يكن هذا القيد لقتلوا بعضهم حمية وثأرا لآبائهم وإخوانهم. إن هذا النص تحطيم ثالث للقبلية الجاهلية التي قد تدفع بعض أبناء القبيلة للانتقام من كافر فيها استحق القتل، فيستعر القتل بين المؤمنين.
17 - والذي يعنينا من هذا النص في واقعنا الإسلامي المعاصر هو القضاء على النزعات الجاهلية الوطنية والقومية والقبلية التي تريدنا أن نثأر للعرب لكونهم عربا فقط ولو كانوا يحاربون الله ورسوله وجماعة المؤمنين. ولا بد حتى يفهم هذا النص على حقيقته من ربطة بالنص السابق، فالمؤمنون كلهم على الباغي والدولة المسلمة هي التي تحقق فتقتل الباغي وتنصر المظلوم.
18 - ((وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم)) فكرامة أدنى فرد من المسلمين وكلمته تسري على جميع المسلمين، وإجارته لشخص ينفذها رئيس الدولة. وجهاز السلطة. فأدنى المسلمين وأكبرهم سواء. وكما قلنا فهذا الميثاق هو في البناء الداخلي الذي يعلمنا قيمة الفرد في الجماعة المسلمة وقيمة المسلم مهما ضؤل شأنه فله حق الأجارة لكافر ويسري هذا الحق على المسلمين جميعا فلا يتعرض له أحد بسوء طالما أنه في إجارة هذا المسلم.
19 - والولاء والنصرة بين المؤمنين، إن رابطة الولاء والتناصر قائمة على أساس العقيدة لا على أساس القرابة أو النسب أو الوطنية أو الأرضية المحلية أو القومية الكبيرة.
20 - وليس هذا الولاء فقط للمؤمنين. بل حتى غير المؤمنين الذين ارتضوا ولاءهم وقيادتهم وساروا في مخططاتهم كما يقول النص النبوي ((وأن من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم)).
فمثل هؤلاء الأفراد الذين يقدمون ولاءهم للحركة الإسلامية رغم اختلافهم معها في العقيدة يعرضون أنفسهم للخطر الماحق من فئاتهم أو