استغلال أبناء الطائفة النصيرية لكل مقدرات أمتنا يبتزونها حقوقها حتى صار الاستئثار الحزبي لا يذكر أمام الجشع الطائفي.

فما أحوج الحركة الإسلامية أن تربي أبناءها على هذا الفهم وأن تعلن للدنيا أن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين.

14 - ((وأن أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم)). فهو تأكيد ثان وتنصيص آخر على أن الأمة كلها حرب على الظالم فيها. ويشترك في الحرب كل الأمة- ولو كان ولد أحدهم- إن هذا التطمين هو الذي يريح الطوائف الأخرى ويثلج صدرها وهي تتصور أن الحركة الإسلامية إن حكمت فهي نسخة جديدة عن الحزب القائد والحزب الرائد. والأمة كلها تنال العسف والظلم.

15 - ((ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر، ولا ينصر كافرا على مؤمن)). هكذا بدون لجلجة ولا تردد، فالكافر في الأصل مباح الدم لأنه خرج على ربه وعصاه. فإذا تصرف الكافر بشر أو تحدى مشاعر مسلم. فقتله المسلم. فليس من حق المؤمن الآخر أن يأتي فيثأر لقتيله الكافر بدم المؤمن. ولا بد من التحقيق من قبل السلطة المسلمة، لتحق الحق. ويكفي أن نتصور عظمة هذا النص ومدى مفعوله لدى الشباب المؤمن من خلال جواب عبد الله بن عبد الله بن أبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. يا رسول الله بلغني أنك قاتل أبي. فإن كنت لا بد فاعلا، فمرني فأنا آتيك برأسه. ولقد علمت الأنصار أنه ما أحد أبر بأبيه مني. فأخشى أن تأمر غيري بقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أبي يمشي في الناس فأقتله، فأقتل رجلا مؤمنا بكافر، فأدخل النار.

فلقد بلغت القناعة بعبد الله بن عبد الله، أن قتله مؤمنا بكافر هو استحقاق للنار.

16 - وكم كان هذا النص ضروريا والمسلمون يخوضون معارك دامية ضد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015