ولا نذكر ملوك الأرض الأبعدين كسرى وقيصر وحلفاءهما وعبيدهما: أين كان هؤلاء كلهم؟ كانوا يشخرون في نومهم ... وعين الله تكلأ العصبة المؤمنة.
والساهر الوحيد الذي كان يقضم أسنانه غيظا هو الشيطان الرجيم. لم يجد أحدا من حلفائه يتحرك لدرء الخطر فما تمالك أن صرخ بأنفذ صوت سمع قط: يا أهل الأخاشب. هل لكم في محمد والصبأة معه قد اجتمعوا على حربكم؟!
الشيطان ساهر ليمزق كل بيعة على الجهاد في سبيل الله. وقد ساءه ما ظهر من البراعة السياسية من رسول الله صلى الله عليه وسلم التي حققت كل هذه الانتصارات. والشرك غاف كالمقبور ...
فهل لنا بمثل هذه البراعة السياسية في تحركنا الجديد؟!
لا بد أن نذكر الأخطاء للعبرة والذكرى. فيوم تحركت القيادات المتفرقة للحركة الإسلامية لتشكيل قيادتها الواحدة. ويوم أن زادت حدة نقاشها قليلا عن العهود كانت استخبارات العدو تذيع أخباز هذا النقاش وتضخمه لتجعل منه حربا سقط فيها عشرات القتلى وتدخل فيها جيش الدولة المضيفة لوقفه. والمتفاوضون والمتناقشون يعدون على الأصابع.
فكم الفرق هائل بين التحرك النبوي بالسبعين والنيف عنده في قلب بحر الشرك، وتحركنا السياسي هذا؟
14 - ووضع المبايعون أيديهم على مقابض السيوف ليستلوها من أغمادها أمام هذا النداء قائلين: لئن شئت يا رسول الله لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا. الاستعداد بالتو لتنفيذ بنود البيعة، وأكثر من البنود. ويأتي الجواب النبوي العظيم: لم نؤمر بذلك، ولكن ارفضوا إلى رحالكم.
بين معركة آنية يسقط بها هؤلاء السبعون شهداء. استجابة لنزوة طارئة وانفعال هائج وبين المسؤولية عن كل قطرة دم تسقط دون تخطيط وتسفح دون