القول: إنها في ظاهرها موالية للسلطة الحاكمة، أما حقيقة ولائها فللقيادة المسلمة، خاصة إذا كان لها دور رئيسي في التحرك، كقيادة فرقة في عملية انقلاب عسكرية، أو قيادة مجموعة سياسية في عملية تغيير سياسي. بل بإمكانها أن تشارك في رسم الخطة وتنفيذها إذا كانت ذات خبرات عريقة. فلقد شارك العباس رضي الله عنه في تنفيذ هذا اللقاء- كما تشير الرواية- وهو الذي أمر أبا بكر وعليا بالوقوف على الطرق المؤدية للشعب.

إن من حق القيادة- بل من واجبها- أن تستفيد من الخبرات والطاقات الإسلامية وغير الإسلامية عندما تدين لها بالولاء والطاعة.

5 - ونلاحظ أن الأنصار رضي الله عنهم حرصوا على استماع الخطة من القيادة مباشرة. فقالوا للعباس: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت. ومن أجل هذا قلنا: إننا لسنا أمام حلف سياسي، إنما نحن أمام قيادة واحدة وقاعدة صلبة تنتظر الأوامر، وتريد معرفة إمكانات التنفيذ. وإذا كانت البيعة لم تتم فإن الاستعداد الكامل للتنفيذ قائم. فخذ لنفسك ولربك ما أحببت.

6 - وكانت البنود الخمسة للبيعة من الوضوح والقوة بحيث لا تقبل التمييع والتراخي. إنه السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في اليسر والعسر، والأمر بالمعروف، والنهي عن النكر، والقيام في الله لا تأخذهم فيه لومة لائم ... ونصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمايته إذا قدم المدينة ...

إن البيعة على الإسلام شيء، والبيعة على إقامة دولة الإسلام شيءآخر.

وإن الرجال الذين يعدون ليكونوا أفرادا مغمورين في عداد المسلمين شيء، والذين يعدون لتقوم دولة الإسلام بسواعدهم وبأرواحهم وبأموالهم وبدمائهم شيءآخر. ويكفي أنها مضت مثلا في التاريح الإسلامي أن البيعة الخالية من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015