المرض العاشر والأخير: غياب الشورى، والشورى أصل من أصول الحكم في الإسلام، والذي لا يأخذ بها فإنه يضحي بملايين الطاقات في شعبه، ويفترض في نفسه الكمال، ويخالف طريق الأنبياء، ويزرع الضغينة في قلوب أتباعه، ويقع في الخطأ تلو الخطأ، وفوق ذلك كله فإنه يخالف أمر الله عز وجل، الذي جاء بلفظ صريح في كتابه العزيز حيث قال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران:159]، ونقصد بالشورى هنا الشورى الحقيقية لا الشورى الوهمية، التي ليس لها هم إلا جمع الآراء المؤيدة لرأي الزعيم الأوحد، ثم تغلب آراء الدكتاتور وترمي بقيمه الآراء في سلة المهملات.
فهذا المرض من جملة الأمراض التي أدت إلى انهيار المسلمين تحت أقدام التتار، وكذلك انهيارهم الآن تحت أقدام أعدائهم من أمريكان أو يهود أو هندوس أو صرب أو غيرهم، فهذه الأسباب العشرة هي أسباب الهزيمة والهوان في أي عصر من العصور، ونحن لا نهزم لقوة أعدائنا، ولكن لضعفنا وسوء إعدادنا.