توسيد الأمر لغير أهله

المرض التاسع: توسيد الأمر لغير أهله، فقد رأينا في قصة سقوط بغداد الأولى، كيف أن الأمر كان قد وسد لغير أهله كثيراً، وضيعت الأمانة، وتولى المناصب العليا في البلد أناس افتقروا إلى الكفاءة، كما افتقروا إلى التقوى، فلم يكن فيهم قوة ولا أمانة، وهذه طامة كبرى، فإذا لم يصل إلى مراكز القيادة إلا أصحاب الوساطة أو القرابة أو الرشوة فهذا أمر خطير، بل شديد الخطورة، وإذا رأيتم أن القريب لا يوظف إلا قريبه، وأن المراكز تباع وتشترى وتهدى، وأن أصحاب الكفاءات لا تقدر كفاءتهم ولا يرفع من قدرهم، فاعلموا أن النصر في هذه الظروف مستحيلة.

وإذا كنا الآن في ذيل الأمم كما كان الوضع أيام التتار، فلننظر إلى من يجلس في مراكز القيادة في مختلف المجالات، وكيف وصلوا إليها، فإذا رأينا أنهم وصلوا إليها بأسلوب لا يرضي الله عز وجل، فلنعلم أن النصر متأخر، ولن يأتي إلا بعد تعديل الأمور، وتسليم المناصب إلى من يستحقها، وتوسيد الأمر إلى أهله، وجعله بيد الذي جمع بين عمق العلم وصلاح العمل ونقاء الضمير وحسن السيرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015