المرض الأول: عدم وضوح الهوية الإسلامية، والقاعدة الإسلامية الأصيلة التي وضحت لنا بعد عين جالوت هي: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد:7]، ونصر الله عز وجل يكون بتطبيق شرعه والالتفاف حول راية إسلامية واحدة، ولا بد أن تكون الراية إسلامية بوضوح، فلا عنصرية ولا قبلية ولا قومية.
وأما البعد عن منهج الله عز وجل، وقبول الحلول الشرقية والغربية، والإعراض عن كتاب الله عز وجل وعن سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فهذا أصل البلاء وموطن الداء، ولم يتغير المسلمون إلا عندما ظهر من ينادي بالنداء الجميل العميق: وإسلاماه، كما وضحنا قبل ذلك في أسباب النصر في عين جالوت، ومهما حاول أي قائد أن يحفز شعبه بغير الإسلام فلن يفلح هو أو أمته أبداً، فقد أبى الله عز وجل أن ينصرنا إلا إذا ارتبطنا به في الظاهر والباطن، إذا كان ظاهرنا وباطننا إسلامياً، وسياستنا مسلمة، واقتصادنا وإعلامنا وقضاؤنا وجيشنا إسلامياً، بوضوح دون تستر ولا معارضة ولا خوف ولا وجل، فليس هناك ما نستحي منه، بل الذي يتبرأ من الدين هو الذي يجب أن يستحي.
وعند النظر إلى واقعنا نجد أن الذين يتكلمون في الدين يجب عليهم أن يكونوا حريصين جداً، فكل كلمة محسوبة عليهم، وعليهم أن ينتقوا الألفاظ بدقة، وألا يكون للكلمات مرام أخرى، وأما الذين يتكلمون في الفجور والإباحية فإنهم يتكلمون كما يريدون، وبدون ضابط أو رابط، فبرامج الفيديو كليب والبرامج الماجنة والإعلانات القذرة تتكلم دون رقيب أو حسيب، وكيف تنصر أمة فقدت هويتها إلى هذه الدرجة؟! فالأمة التي يستحي فيها العالم أن يقول كلمة الحق، ولا يستحي فيها الفاجر أن يجاهر بفسوقه ومجونه، كيف تنصر؟ فلا بد لنا من وقفة مع هذه النقطة.
فضياع الهوية الإسلامية هو المرض الأول والرئيس لتمكن أعداء الأمة من بلادنا.