وقالَ الآخر:
فيا الغُلامان اللّذانِ فَرّا ... إيّاكُما أن تُكساناَ شَرّا
وأما القياسُ فمن ثلاثةِ أوجهٍ:
أحدُها: أن الألفَ واللامَ للتعريفِ فجازَ دخولُ ((يا)) عليه كقولهم يا الله.
والثاني: أنّ ((يا)) تدخلُ على المُضاف إلى معرفةٍ، مع أنّ الاسمَ الأولَ معرفةٌ بالإِضافةِ، فكذلك الأَلفُ واللاّمُ.
والثالث: أن التَّعريفَ بحرفِ النّداء غير حاصل به ألا تَرى أنَّك تقول: (يا رجلاً كلمني) فتُناديه وهو نكرةٌ وتنصبه، ولو كانت ((يا)) للتَّعريف لم يَجُز ذلك، وإِنّما يتعرف بالقَصدِ، فالألفُ واللاّمُ تُجرى مُجرى القَصد فكما يجتمع في قولك: يا رجلُ ((يا)) والقصد، يجتمع هاهنا الألف واللاّمُ و ((يا)).
والجواب:
أما الشِّعرُ فهو شاذٌّ في شعرٍ لا يُحتَجُّ به لا الأُصول الممهدة، بل يكون ذلك من ضَرورة الشّعر، ويجوزُ أن يكونَ أشارَ إلى شَخصين معرفين