والثاني: نداء العلم كقولك: يا زيدُ فإن زيداً علم معرفة و ((يا)) للتَّعريف.
والجواب: أما الحسن الوجه فكلامٌ معدولٌ عن أصلِهِن والتقديرُ: مررتُ بزيدٍ الحسن وجهه، فلما حذفَ الضّمير عرّفه بالأَلف واللام، ولم يسقطهما من الحسن؛ لأن الإِضافةَ هنا غيرُ محضةٍن فأدخلت اللاّم لتعرّف الحسن، وبقيت صورة الإِضافة، وجَرت الألف واللام هنا مجرى الذي، ويجوز أن تَجمع بينها وبين الإِضافة، إذا كان بمعنى الذي، كقولك: أنا الضاربه أي الذي ضربه.
وأمَّا نداءُ العلمِ نحو يا زيدُ فعنه جوابان:
أحدُهما: أنه ينكّر قُبيل النِّداء حتى تَدخلَ ((يا)) على نكرةٍ فتعرّفها ولا يمكن مثلُ ذلك في الألف واللاّم، لأنّها لفظٌ موضوع للتَّعريف، وبعد وجودِ اللّفظ لا يمكن تَقدير عدمه.
والجوابُ الثاني: أنه يَبقى على تَعريفِهِ، ودخول ((يا)) عليه تنزيل الاشتراك في العلمِ، وذلك أن قولَك: جاءَني زيدٌ يتفق فيه اشتراك ولذلك وصفَته فيما يزيل عنه الاشتراك، لا أَصلَ التّعريف.
واحتج الآخرون بالسَّماعِ والقِياس:
أما السماع فمنه قول الشاعر:
بحبِّكِ يالّتي تَيّمتِ قَلبي ... وأَنتِ بَخيلةٌ بالودّ عَنّي