وهذا لا يثبت عنه؛ لأنَّه من رواية جويبر عنه، وجويبر متروك.
ثُمَّ لو صح لكان مطَّرَحًا لمخالفته صريح القرآن، قال ابن كثير: "وهذا القول ضعيف، والذي عليه الجمهور أنَّه قَسَمٌ من الله -عزَّ وجلَّ- يُقسِمُ بما شاء من خلقه، وهو دليلٌ على عظمته" (?).
وههنا سؤال يكثر إيراده في باب القَسَم وهو: أنَّه قد ورد النهي عن الحلف بغير الله -عزَّ وجلَّ-، فكيف جاء في القرآن القَسَم بالمخلوقات؟
وللعلماء أجوبةٌ كثيرةٌ عن هذا السؤال، وعن الأجوبة اعتراضات عند بعضهم، والكلام فيها يطول، لكنَّ أصح هذه الأجوبة وأحسنها -وهو المنقول عن السلف- أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يقسِمُ بما شاء من خلقه، وليس للخلق أن يُقسمُوا إلا به سبحانه، كما قال -عزَّ وجلَّ-: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)} [الأنبياء: 23].
* * *