وقوله تعالى {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} إرشاد إلى منصب الإمامة في قوة الدين كقوله تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين
والصبر نوعان نوع على المقدور كالمصائب ونوع على المشروع وهذا النوع أيضا نوعان صبر على الأوامر وصبر عن النواهي فذاك صبر على الإرادة والفعل وهذا صبر عن الإرادة والفعل فأما النوع الأول من الصبر فمشترك بين المؤمن والكافر والبر والفاجر لا يثاب عليه لمجرده إن لم يقترن به إيمان واختيار قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق ابنته "مرها فلتصبر ولتحتسب" وقال تعالى {إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} وقال تعالى {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} وقال {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} فالصبر بدون الإيمان والتقوى بمنزلة قوة البدن الخالي عن الإيمان والتقوى وعلى حسب اليقين بالمشروع يكون الصبر على المقدور وقال تعالى {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون} فأمره أن يصبر