المصدر لا يتقدم عليه وأجيب عنه أنه منصوب على التفسير ومعناه أن يقدر له فعل محذوف ينصبه مفسره هذا المذكور وقليلاً خبر كان وتم الكلام بذلك والمعنى كانوا صنفا أو جنسا قليلا ثم قال {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} وأصحاب هذا القول يجعلون ما نافية فيعود الكلام إلى نفي هجوعهم شيئاً من الليل وقد تقدم ما فيه
ثم أخبر عنهم بأنهم مع صلاتهم بالليل كانوا يستغفرون الله عند السحر فختموا صلاتهم بالاستغفار والتوبة فباتوا لربهم سجداً وقياماً ثم تابوا إليه واستغفروه عقيب ذلك وكان النبي إذا سلم من صلاته استغفر ثلاثاً وأمره الله سبحانه أن يختم عمره بالاستغفار وأمر عباده أن يختموا إفاضتهم من عرفات بالاستغفار وشرع للمتوضئ أن يختم وضوءه بالتوبة فأحسن ما ختمت به الأعمال التوبة والاستغفار ثم أخبر سبحانه عن إحسانهم إلى الخلق مع إخلاصهم لربهم فجمع لهم بين الإخلاص والإحسان ضد {الذين هم يراءون ويمنعون الماعون} وأكد إخلاصهم في هذا الإحسان بأن مصرفه للسائل والمحروم الذي لا يقصد بإعطائه الجزاء منه ولا الشكور والمحروم المتعفف الذي لا يسأل
وتأمل حكمة الرب تعالى في كونه حرمه بقضائه وشرع لأصحاب الجدة إعطاءه وهو أغنى الأغنياء وأجود الأجودين فلم يجمع