لأنه يبعد أن يجعل السبق سبباً للتدبير مع أن السابقات ليست الملائكة في قول المفسرين
قلت: الملائكة داخلون في السابقات قطعاً وأما اختصاص السابقات بالملائكة فهذا محتمل وأما قوله يبعد أن يكون السبق سبباً للتدبير فليس كما زعم بل السبق المبادرة إلى تنفيذ ما يؤمر به الملك فهو سبب الفعل الذي أمر به وهو التدبير مع أن الفاء دالة على التعقيب وأن التدبير يتعقب السبق بلا تراخ بخلاف الأقسام الثلاثة والله أعلم
وجواب القسم محذوف يدل عليه السياق وهو البعث المستلزم لصدق الرسول وثبوت القرآن أو أنه من القسم الذي أريد به التنبيه على الدلالة والعبرة بالمقسم به دون أن يراد به مقسماً عليه بعينه وهذا القسم يتضمن الجواب المقسم عليه وإن لم يذكر لفظاً ولعل هذا مراد من قال أنه محذوف للعلم به لكن هذا الوجه ألطف مسلكاً فإن المقسم به إذا كان دالاً على المقسم عليه مستلزماً استغنى عن ذكره بذكره وهذا غير كونه محذوفاً لدلالة ما بعده عليه فتأمله ولعل هذا قول من قال أنه إنما أقسم برب هذه الأشياء وحذف المضاف فإن معناه صحيح لكن على غير الوجه الذي قدروه فإن إقسامه سبحانه بهذه الأشياء لظهور دلالتها على ربوبيته ووحدانيته وعلمه وقدرته وحكمته فالاقسام بها في الحقيقة إقسام بربوبيته وصفات كماله فتأمله