ومن ذلك أقسامه سبحانه ب {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} وقد فسره بأنه {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} الذي يثقب ضوؤه والمراد به الجنس لا نجم معين ومن عينه بأنه الثريا أو زحل فإن أراد التمثيل فصحيح وإن أراد التخصيص فلا دليل عليه
والمقصود أنه سبحانه أقسم بالسماء ونجومها المضيئة وكل منها آية من آياته الدالة على وحدانيته وسمى النجم طارقاً لأنه يظهر بالليل بعد اختفائه بضوء الشمس فشبه بالطارق الذي يطرق الناس أو أهله ليلاً قال الفراء ما أتاك ليلاً فهو طارق وقال الزجاج والمبرد لا يكون الطارق نهاراً ولهذا تستعمل العرب الطروق في صفة الخيال كثيراً كما قال ذو الرمة:
ألا طرقت مي هيوماً بذكرها ... وأيدي الثريا جنح بالمغارب
وقال جرير:
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ... وقت الزيارة فارجعي بسلام
ولهذا قيل أول من رد الطيف جرير فلم يزل الناس على قبوله وإكرامه كالضيف فالطيف والضيف كلاهما لا يرد وقال الآخر:
ألا طرقت من آخر الليل زينب ... عليك سلام هل لما فات مطلب
...