وَجَعَلَ قَوْلَهُ «أَنْ يَشَاءَ» فِي مَعْنَى إِنْ شَاءَ ; وَهُوَ مِمَّا حُمِلَ عَلَى الْمَعْنَى.
وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: إِلَّا بِأَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ; أَيْ مُتَلَّبِسًا بِقَوْلِ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِائَةٍ سِنِينَ) : يُقْرَأُ بِتَنْوِينِ مِائَةٍ. وَ «سِنِينَ» عَلَى هَذَا: بَدَلٌ مِنْ ثَلَاثٍ.
وَأَجَازَ قَوْمٌ أَنْ تَكُونَ بَدَلًا مِنْ مِائَةٍ ; لِأَنَّ مِائَةً فِي مَعْنَى مِئَاتٍ.
وَيُقْرَأُ بِالْإِضَافَةِ ; وَهُوَ ضَعِيفٌ فِي الِاسْتِعْمَالِ ; لِأَنَّ مِائَةً تُضَافُ إِلَى الْمُفْرَدِ، وَلَكِنَّهُ حَمَلَهُ عَلَى الْأَصْلِ ; إِذِ الْأَصْلُ إِضَافَةُ الْعَدَدِ إِلَى الْجَمْعِ، وَيُقَوِّي ذَلِكَ أَنَّ عَلَامَةَ الْجَمْعِ هَنَا جَبْرٌ لِمَا دَخَلَ السَّنَةَ مِنَ الْحَذْفِ ; فَكَأَنَّهَا تَتِمَّةُ الْوَاحِدِ.
(تِسْعًا) : مَفْعُولُ «ازْدَادُوا» وَزَادَ مُتَعَدٍّ إِلَى اثْنَيْنِ، فَإِذَا بُنِيَ عَلَى افْتَعَلَ تَعَدَّى إِلَى وَاحِدٍ.
(أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ) : الْهَاءُ تَعُودُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَوْضِعُهَا رَفْعٌ ; لِأَنَّ التَّقْدِيرَ: أَبْصَرَ اللَّهُ، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ، وَهَكَذَا فِي فِعْلِ التَّعَجُّبِ الَّذِي هُوَ عَلَى لَفْظِ الْأَمْرِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْفَاعِلُ مُضْمَرٌ ; وَالتَّقْدِيرُ: أَوْقِعْ أَيُّهَا الْمُخَاطَبُ إِبْصَارًا بِأَمْرِ الْكَهْفِ، فَهُوَ أَمْرُ حَقِيقَةٍ.
(وَلَا يُشْرِكُ) : يُقْرَأُ بِالْيَاءِ وَضَمِّ الْكَافِ عَلَى الْخَبَرِ عَنِ اللَّهِ. وَبِالتَّاءِ عَلَى النَّهْيِ ; أَيْ أَيُّهَا الْمُخَاطَبُ.