وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ «حَتَّى» بِأَذِنْتَ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ أَذِنَ لَهُمْ إِلَى هَذِهِ الْغَايَةِ، أَوْ لِأَجْلِ التَّبْيِينِ، وَهَذَا لَا يُعَاتَبُ عَلَيْهِ.

قَالَ تَعَالَى: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (47) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (خِلَالَكُمْ) : ظَرْفٌ لَأَوْضَعُوا؛ أَيْ: أَسْرَعُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ.

(يَبْغُونَكُمُ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «أَوْضَعُوا» .

قَالَ تَعَالَى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) (49) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَقُولُ ائْذَنْ لِي) : هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: (ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا) [الْأَعْرَافِ: 70] وَقَدْ ذُكِرَ.

قَالَ تَعَالَى: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) (52) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (هَلْ تَرَبَّصُونَ) : الْجُمْهُورُ عَلَى تَسْكِينِ اللَّامِ، وَتَخْفِيفِ التَّاءِ.

وَيُقْرَأُ بِكَسْرِ اللَّامِ، وَتَشْدِيدِ التَّاءِ، وَوَصْلِهَا، وَالْأَصْلُ «تَتَرَبَّصُونَ» ، فَسَكَّنَ التَّاءَ الْأُولَى، وَأَدْغَمَهَا وَوَصَلَهَا بِمَا قَبْلَهَا، وَكُسِرَتِ اللَّامُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَمِثْلُهُ: (نَارًا تَلَظَّى) [اللَّيْلِ: 14] وَلَهُ نَظَائِرُ.

(وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ) : مَفْعُولُ نَتَرَبَّصُ، وَبِكُمْ مُتَعَلِّقَةٌ بِنَتَرَبَّصُ.

قَالَ تَعَالَى: (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ) (54) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنْ تُقْبَلَ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بَدَلًا مِنَ الْمَفْعُولِ فِي مَنَعَهُمْ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015