واختُلِفَ في معنى قول الله -عز وجل-: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: 3]. فقيل: ذكيتم (?) من غير هذه المتقدِّم ذكرُها، وأنَّه استثناء منقطع، وقيل: إلا ما ذكَّيتم من هذه المذكورة. وهو أحسن؛ لأنَّه لا خلاف أن الآية في المنخنقة وأخواتها ليست على عمومها، ولو كانت على عمومها لم تؤكل وإن ذكيتْ وكانت تُرجى حياتها، وإن لم تكن الآية على عمومها كان حملها على ما مات من ذلك أحسن؛ للحديث الذي في الشاة التي نزل بها الموت فسوبقت بالذكاة، فأجاز النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أكلّها (?).
ولا فرق بين أن تكون أشرفتْ على الموت من علةٍ نزلت بها في أحشائها (?)، أو من هذه (?) الأشياء.
وقد احتجَّ من منع أكلها بأن قال: لو كان المراد بالآية ما مات من هذه الأشياء -الخنق (?) وغيره- لكان قوله -عز وجل-: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} [المائدة: 3] يغني عن ذلك.