أَمْوَاتٌ عَنِ الدُّنْيَا مَا دُفِنُوا , أَغْمَضُوا عَنْهَا عُيُونَهُمْ وَحَزِنُوا , وَلَوْ فَتَحُوا أَجْفَانَ الشَّرَهِ لَفُتِنُوا , بَاعُوهَا بِمَا يَبْقَى فَلا وَاللَّهِ مَا غُبِنُوا , تَاللَّهِ لَقَدْ حَصَلَ مَطْلُوبُهُمْ {إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وجلت قلوبهم} .
حَبَسُوا النُّفُوسَ فِي سِجْنِ الْمُحَاسَبَةِ , وَبَسَطُوا عَلَيْهَا أَلْسُنَ الْمُعَاتَبَةِ , وَمَدُّوا نَحْوَهَا أَكُفَّ الْمُعَاقَبَةِ , وَتَحِقُّ لِمَنْ بَيْنَ يَدَيْهِ الْمُنَاقَشَةِ وَالْمُطَالَبَةِ , فَارْتَفَعَتْ بِالْمُعَاتَبَةِ عيوبهم
{إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} .
شَاهَدُوا الأُخْرَى بِالْيَقِينِ كَرَأْيِ الْعَيْنِ , فَبَاعُوا الْعَقَارَ وَأَخْرَجُوا الْعِينَ , وَعَلِمُوا بِمُقْتَضَى الدِّينِ أَنَّ التُّقَى دَيْنٌ , فَدُنْيَاهُمْ خَرَابٌ وَأُخْرَاهُمْ عَلَى الزَّيْنِ , قَدْ قَنَعُوا بِكِسْرَتَيْنِ وَجَرْعَتَيْنِ , هَذَا مَأْكُولُهُمْ وَهَذَا مَشْرُوبُهُمْ {إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} . والحمد لله وحده.