على الطَّرِيق أحد لَهُ وتسحب على السويداء ورحل طَالبا آمد فَحِينَئِذٍ تحقق الْآمِدِيّ الْقَصْد لَهُ

فرتب بَلَده كَمَا جرت الْعَادة من غير أجناد وَلَا رجالة وَلَا من هُوَ طيب قلب مِنْهُ وَوصل رَسُوله إِلَى السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد ليعْمَل نوبَته مَعَ السُّلْطَان الْكَامِل وَلم يبْذل إِلَّا ذَهَبا وَلَا طلب بعض الْبِلَاد وَلَا نزل عَن شَيْء وَلَو كَانَ طلب ذَلِك لهان وَلم يزل فِي قلَّة عقله إِلَى أَن أحتاطت العساكر بهَا من كل مَكَان وَحمل شرف الْعَلَاء إِلَى الرها تَحت الحوطة فَلَمَّا نزل عَلَيْهَا جَاءَت تقدمة المارديني وَرُسُله ثمَّ وصل من عسكره ألف فَارس كَمَا يَنْبَغِي وبذل من نَفسه أَشْيَاء وسير دسوس خيم مُعْتَبرَة من أكسية مغربية ولباد للسُّلْطَان والأشرف وَالْملك الْمُجَاهِد والناصر بِدِمَشْق ثمَّ شرع الْأَشْرَف فِي عمل آلَات الْحصار والزحف وَكَذَلِكَ الْكَامِل وَالْملك الْمُجَاهِد وكل الْمُلُوك وشرعوا فِي عمَارَة آدر للكامل والأشرف وَفِيمَا هم فِي مثل ذَلِك وَقع عزم السُّلْطَان الْكَامِل على الزَّحْف ورتبوا المجانيق وَاتفقَ الزَّحْف عَلَيْهَا من كل جَانب بعد صَلَاة الظّهْر إِلَى قبل الْعَصْر فَأخذت النقابون النقوب فِي الباشورة وكشف الرُّمَاة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015