قال في "الروضة الغناء": ولد سنة 661، وأفتى ودرَّس، وصنف التصانيف البديعة الكثيرة، وجرت له محن كثيرة إلى أن توفي، ودفن بمقبرة الصوفية، انتهى.
وقال المعلم بطرس البستاني، في "دائرة المعارف": وكان - رحمه الله - سيفًا مسلولاً على المخالفين، وشجًى في حلوق أهل الأهواء والمبتدعين، طنت بذكره الأمصار، وضنت بمثله الأعصار، وله تصانيف ومؤلفات، وقواعد وفتاوى، وأجوبة ورسائل، وتعاليق كثيرة، انتهى. وذكر منها نبذة، ثم قال: فلما رأى أهل بلاده ما كان له من الشهرة ورفعة الشأن، دبَّ في قلوبهم الحسد، وأكبَّ أهل النظر منهم بما ينتقد عليه من أمور المعتقد، فحفظوا عليه في ذلك كلامًا، قد أوسعوا لثلبه ملامًا، وفَوَّقوا لتبديعه سهامًا، وزعموا أنه خالف طريقهم، وفرق فريقهم، وقاطع بعضهم وقاطعوه، ثم نازعه طائفة أخرى ينتسبون من الفقراء إلى طريقة، ويزعمون أنهم على طريق أدق باطنًا منها وأجلى حقيقة، فكشف تلك الطرائق، وذكر لها مراغم موابق، فآضت إلى الطائفة الأولى من منازعيه، واستعانت بذوي الضعف عليه من مقاتليه، فوصَّلوا إلى الأمراء أمرَه، وأعمل كل منهم في كفره فكرَه، فرتبوا الحاضر، وألبوا الرويبضة للسعي بها بين الأكابر، قال: فرد الله كيد كل في نحره ونجاه، والله غالب على أمره، انتهى حاصله.
ولد في أواخر سنة 775. وأخذ عن البلقيني، وابن الملقن، والزين العراقي، والهيثمي، ودخل اليمن مرات كثيرة.
وسمع على المجد الشيرازي، وتفقه على الدميري. قال في "البدر الطالع": أجاز له أكابر من محلات مختلفة، وأتقن جملة من الحديث وغريب الرواية، واختصر "فتح الباري" لابن حجر، وسماه: "تلخيص أبي الفتح لمقاصد الفتح"، ودرَّس بمكة والمدينة، وحدَّث بالأمهات وغيرها حتى مات بمكة سنة 859، انتهى - رحمه الله تعالى -.