في "مسالك الأبصار": هو العلامة الحافظ المجتهد الحجة، المفسر، شيخ الإسلام، نادرة العصر، عَلَم الزهاد.
وقال ابن رجب: هو الإمام الفقيه المجتهد، المحدث المفسر الأصولي.
وقال الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي في "تذكرة الحفاظ": هو شيخنا الإمام الرباني، إمامُ الأئمة، ومفتي الأمة، بحرُ العلوم، سيدُ الحفاظ، فارسُ المعاني والألفاظ، فريدُ العصر، قريعُ الدهر، شيخ الإسلام، قدوة الأنام، علامة الزمان، ترجمة القرآن، علم الزهاد، أوحد العباد، قامع المبتدعين، علامة المجتهدين.
وقال في "البدر الطالع": شيخ الإسلام، إمام الأئمة، المجتهد المطلق، ولد سنة 661.
قال ابن حجر في "الدرر": نظر في الرجال والعلل، وتفقه، وتمهر، وتقدم وصنف، ودرَّس وأفتى، وفاق الأقران، وصار عجبًا في سرعة الاستحضار وقوة الجَنان، والتوسُّع في المنقول والمعقول، والاطلاع على مذاهب السلف والخلف، انتهى.
وأقول أنا: لا أعلم بعدَ ابن حزم مثلَه، وما أظنُّ سمحَ الزمان ما بين عصرَي الرجلين بمن يشابههما أو يقاربهما. قال الذهبي ما ملخصه: كان يقضى منه العجب، إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف، استدل ورجح، وكان يحق له الاجتهاد؛ لاجتماع شروطه، وما رأيت أسرعَ انتزاعًا للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه، ولا أشدَّ استحضارًا للمتون وعزوها منه. كانت السنة نصبَ عينيه، وعلى طرف لسانه بعبارة رشيقة، وكان آية من آيات الله في التفسير والتوسع فيه، قال: ولعل فتاواه في الفنون تبلغ ثلاث مئة مجلد بل أكثر، وكان قوالاً بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان أبيضَ، أسودَ الرأس واللحية، قليلَ الثيب، شعره إلى شحمة أذنيه، كأن عينيه لسانان ناطقان، ربعةَ من الرجال، بعيدَ ما بين المنكبين، جهوريَّ الصوت، فصيحًا، سريعَ القراءة، تعتريه حدة، لكن يقهرها بالحلم. قال: ولم أر مثله في ابتهاله واستعانته بالله،