وهذا الاختلاف دائر بين أهل العلم في جميع الأزمنة، ومال علماء الروم إلى ترجيح جانب الشريف، وافتخر الناس بأخذ العلوم منه. توفي - رح - سنة 814، أو سنة 816 في شيراز.
ولد سنة 751. قال في "البدر الطالع": وكان سلطانًا مهيبًا، فارسًا كريمًا، فتاكًا ظالمًا جبارًا، منهمكًا على الخمر واللذات، طامعًا في أموال الناس، والعجب أن هذا السلطان المشتمل على هذه الأوصاف، هو المحدث للمقامات في بيت الله الحرام، التي كانت سببًا لتفريق الجماعات، واختلاف القلوب، والتباين الكلي في أشرف بقاع الأرض، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وليس العجب من صاحب الترجمة، فإنها إحدى مساويه وجهالاته.
ولكن العجب من تقرير مَنْ بعده لذلك، وسكوت العلماء إلى الآن، وقد ذكر قطب الدين الحنفي في الأعلام ما يدل على أنه أنكر هذه الجماعات علماءُ ذلك العصر، فقال في ترجمة السلطان سليم خان - سلطان الروم - ما لفظه: أن تعدد الجماعات في مسجد واحد لاستقلال كل مذهب بإمام، ما أجازه كثير من العلماء، وأنكروه غاية الإنكار في ذلك العهد، ولهم في ذلك العصر رسالات متعددة بأيدي الناس إلى الآن، وإن علماء مصر أفتوا بعدم جواز ذلك، وخطؤوا من قال بجواز ذلك، انتهى.