قل للنائب يفرج عن ابن تيمية، قال: يا خاوند! لأي معنى سجن؟ قال: لأجل الفتاوى، قال: فإن كان رجع عنها، أفرجنا عنه، فيقال: كان هذا الجواب سببًا لاستمرار ابن تيمية في السجن إلى أن مات؛ لأنه كان لا يذعن للرجوع، ولما خرج ابن القيم من القلعة، وأتاه، بَشَّ به، وأكرمه، ووصله، وكان يثني على أبحاثه، ومن شعره:
غَمَرَتْني المكارمُ الغُرُّ منكَ ... إذْ توالَتْ عَلَيَّ منها فُنونُ
شَرْطُ إحسانِكُمْ تَحَقَّقَ عندي ... ليتَ شعري الجزاءُ كيفَ يكونُ
مات بدمشق سنة 739، وتأسف الناس على فقده، انتهى - رحمه الله تعالى -.
ولد في رجب سنة 735 بالقاهرة، ونشأ بها، وهو مكثر سماعًا وشيوخًا، ولم يكن الزين يعتمد في شيء من أموره إلا عليه، وزوجه ابنته، ورزق منها أولادًا عدة. وكان عجيبًا في الدين والتقوى والزهد، والإقبال على العلم والعبادة، والمحبة للحديث وأهله، وحدث بالكثير، أخذ الناس عنه وأكثروا، مات في سنة 807. قال ابن حجر: إنه تتبع أوهامه في "مجمع الزوائد"، فبلغه، فعاتبه، فترك التتبع.
هاجر إلى مكة المكرمة، وتلمذ على ابن حجر المكي - فقيه حنفي -. له "المرقاة في شرح المشكاة"، و"شرح الشفا" للقاضي عياض، و"الحزب الأعظم في الأدعية"، و"الناموس في مختصر القاموس".
بالغ العصامي في مديحه، لكن قال: امتُحن بالاعتراض على الأئمة، لا سيما الشافعي وأصحابه، واعترض على الإمام مالك بن أنس في إرساله يديه، ولهذا تجد مؤلفاته ليس عليها نور العلم، ولهذا نهى عن مطالعتها كثيرٌ من العلماء والأولياء، انتهى. قال الشوكاني - رح -: وأقول: هذا دليل على علو