إمام كبير، عالم الروم، بارع في جميع الفنون، فائق على الأقران، قال في "البدر الطالع": مولده سنة 900، أخذ عن أكابر علمائها، ودرَّس بمدارسها، وصار قاضيًا بمدينة بروس، ثم صار مفتيًا بقسطنطينية، وعينَ له السلطان كل يوم مئتين وخمسين درهمًا. وله تصانيف، منها: التفسير المشهور عند الناس بأبي السعود في مجلدين ضخمين، سماه: "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم"، وهو من أجل التفاسير وأحسنِها واكثرِها تحقيقًا وتدقيقًا، وأهداه للسلطان سليمان خان، فأنعم عليه بنعم عظيمة، وزاد في معلومه اليومي زيادة واسعة، وكان قد تناهت عظمته في الممالك الرومية، وصار المرجع فيما يتعلق بالعلم، مات سنة 982، انتهى.
كان علامة وقته، ذكره في "البدر الطالع"، وقال: ولد في سنة 868، وتولى قضاء الحنفية وصار معظَّمًا عند الملوك والوزراء والأمراء، وقد عرض القضاء على ابن الهمام والأمين الاقصرائي، فامتنعا، وقالا: لا يقدران على ذلك مع وجوده.
أخذ عنه أهل كل مذهب، له تصانيف، منها: "الكواكب النيرات في وصول ثواب الطاعات إلى الأموات"، و"رسالة في نوم الملائكة، هل هو كائن أم لا"، و"هل منع الشعر مخصوص بنبينا - صلى الله عليه وسلم - أم هو عام لكل الأنبياء؟ "، وله نظم.
مات في سنة 967، وأكرمه الله قبل موته بشهر بانفصاله عن القضاء، انتهى.
ولد سنة 745، أجازه البلقيني، وابن الملقن، والعراقي، والهيثمي، والمناوي، قال في "البدر الطالع": برع في الحديث، وصار شيخ المحدثين ببلاد اليمن، وحافظَهم، وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، وارتحلوا إليه من الآفاق، وتلمذ له من لا يحيط به الحصر.