البلاد، ونزلوا البصرة، فامتنعت عليهم، ثم سير حرك غلامه إلى صحراء الشام، فأوقع فيها بالعرب، وتعقبهم إلى "حلب"، فعبر بعض رجاله الفرات، ووطئوا الأرض، والنهرين، ودوخوا ديارها، وما بقي بينهم وبين بغداد إلا مسافة قليلة، بأثناء ذلك كانت الحرب منتشبة بين أبي نقطة العسيري، وحمود صاحبِ صنعاء.
وفي سنة 1809 ولي الشام يوسف باشا، فجهد نفسه في محاربة الوهابية، ولم ينجح، وفي هذه السنة أيضًا أتى الخليج العجمي أسطولٌ للإنكليز، ورمى بلد "رأس الخيمة (?) " بالقنابل، فخربها، وكان أهلها، لصوصًا (?) - يقطعون البحر على التجار الإنكليز.
وفي سنة 1810 قصد سعود بلاد الشام بستة آلاف فارس، فأثخن فيها، وخرب 45 بلدًا من حوران، وتوغل في البلاد إلى أن بقي بينه وبين دمشق مسيرة يومين، فخشي أهلُها قدومه، ولم يكن ليوسف باشا - واليها - طاقةٌ في ردعه، إلا أنه ارتد قبل وصوله إليهم غانمًا ظافرًا، وقد بلغه أن بعض مشايخ بلاد حارك تواطؤوا على نبذ طاعته وإثارة الفتن، فعاجلهم الحال ببعض جنده، ودخل بلادهم، واكتسحها، وخرب مدنها وقراها، ودخل بلد حتوة عنوةً، فمكَّن السيف من أهلها كابر وصاغر، وكان عددهم عشرة آلاف نسمة، فلم يسلم منهم أحد.
ولما استفحل أمر الوهابية في أيامه، وتفاقم خطبُهم على البلاد، عمد السلطان محمود خان [العثماني] إلى تنكيلهم، وكف شرهم، فأنفذ أمره إلى محمد علي باشا - خديو مصر - أن يكرههم على إخلاء البلاد الحجازية، ويرفع ولايتهم عنها، فأذعن، وادخر الميرة والعدد، وجهز جيشًا، عقد قيادته لابنه طوسون باشا، وأرسله في أسطول من 28 سفينة من السويس إلى ينبع، فنزلها