أليسَ عجيبًا بأَنَّ امْرَأً ... لطيفَ الخِصام رقيقَ الكَلِمْ

يموتُ وما حَصَّلَتْ نفسُه ... سِوى علمِه أَنَّه ما عَلِمْ

وقوله:

سبحانَ مَنْ وضعَ الأشياءَ موضِعَها ... وفَرَّقَ العِزَّ والإذلالَ تَفْريقا

كَمْ عاقِلٍ عاقِلٍ أَعْيَتْ مَذاهِبُهُ ... وجاهِلٍ جاهِلٍ تَلْقاهُ مَرْزوقا

هذا الذي تركَ الأفكارَ حائرةً ... وصَيَّرَ العالِمَ النِّحْريرَ زِنْديقا

330 - ابن رشد: هو القاضي أبو الوليد، محمدُ بن أحمدَ بنِ رُشْد، المالكيُّ، الأندلسيُّ، القرطبيُّ، العالمُ، الفيلسوفُ، الطبيبُ المشهورُ.

واحد آحادِ عصره ذكاءً وعلمًا واجتهادًا.

ولد (?) سنة 514 في بيت فقه وقضاء قديم، أخذ الأدبَ عن جماعة، واشتغل بالفقه والعربية، ودأبَ، ثم رأى من نفسه ارتياحًا إلى الحكمة، فطلبها، واشتغل بها، ولزم ابنَ العربي وغيرَه، ولم يزل مُجِدًا في الاشتغال بها حتى صار ابنَ بَجْدَتها، وأبا عذرَتِها.

وكان كثيرَ الدرس والمطالعة، لا يشغلُه عن البحث والنظر شاغل، وتشهد بذلك كثرةُ مؤلفاته. قال ابن الأبار: إنه لم يصرف ليلةً من عمره بلا درس أو تصنيف إلا ليلةَ عرسه وليلةَ وفاة أبيه، وكان أكثر تلامذته من اليهود والنصارى، وقلَّ من كان يقرأ عليه من المسلمين؛ لأنه كان يرمي بضعف المعتقد، ولم يزل يزداد شهرة ورفعة قدر حتى أكثر حساده، واتهموه بتفضيل فلسفة القدماء على الإسلام.

ذكر ترجمته سليم الخوري في "الآثار" حافلة طويلة جدًا، وقيل: كان يهوديَّ الأصل يُظهر الإسلام، ويكتم اليهودية مع تمسكه بها.

وله تصانيف كثيرة، منها: كتاب "التحصيل" جمع فيه اختلاف أهل العلم من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015