وله كتاب "المسالك في علوم المناسك"، ذكر أنه جمع فيه من مهمات الدقائق وإشارات الحقائق ما لا يعلم أن أحدًا سبقه إلى وضعه، ذكره في "آثار الأدهار".
كان إمامًا فاضلاً رحالة، مكثرًا من الحديث، عالمًا بالمتون والأسانيد، أدرك كثيرًا من العلماء، وأخذ عنهم، وروى عنه جماعة كثيرة، وولي القضاء بسمرقند، مدة طويلة، وكان من حفاظ الآثار المشهورين في الأقطار، عالمًا بالطب والنجوم وفنون العلم.
وكان من عقلاء الرجال، وله التصانيف الكثيرة، منها: كتاب "الصحابة" (?)، و"كتاب التابعين"، وكتاب "أتباع التابعين"، وكتاب "تبع الأتباع"، وكتاب "تباع التبع"، وكتاب "علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه" عشرة أجزاء، وكتاب "علل ما استند إليه أبو حنيفة"، وكتاب "مناقب الشافعي"، وكتاب "الهداية إلى العلم السنن"، وهو من أنبل كتبه وأعزها، قصد فيه إظهار صناعة الحديث والفقه، ومن أجل كتبه: كتاب "التقاسيم والأنواع (?) " المعروف "بصحيح ابن حبان"، وكتاب "الجرح والتعديل"، وكتاب "شعب الإيمان"، وغير ذلك.
وكان آية في الحفظ واللغة والفقه، أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره، وسبَّل كتبه ووقفها، وذهب أكثرُها بتطاول الزمان، واستيلاء ذوي العيث والفساد على تلك البلاد، توفي سنة (?) 454، ذكره في "الآثار".
سمع من العتبي، وعبد الله بن خالد، ونظائرهما من رجال الأندلس، ورحل