ببغداد تسمى: درب الزعفراني منسوبةٌ إلى هذا الإمام؛ لأنه أقام بها.
وقال الشيخ أَبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء": وفيه مسجد الشافعي، وهو المسجد الذي كنت أدرس فيه بدرب الزعفراني، ولله الحمد والمنة.
صاحب الإمام الشافعي - رضي الله عنهما -، وأشهرهم بانتياب مجلسه، وأحفظهم لمذهبه.
وله تصانيف كثيرة في أصول الفقه وفروعه، وكان متكلمًا عارفًا بالحديث، وصنف أيضًا في الجرح والتعديل وغيره، وأخذ عنه الفقه خلقٌ كثير.
وتوفي سنة خمس، وقيل: ثمان وأربعين ومئتين، وهو أشبه بالصواب.
والكرابيسي: نسبة إلى الكرابيس، وهي الثياب الغليظة، واحدها كِرْباس- بكسر الكاف -، وهو لفظ فارسي عُرِّب، وكان يبيعها، فنسب إليها.
الفقيه الشافعي المحدِّث المفسِّر، كان بحرًا في العلوم، وأخذ الفقه عن القاضي حسين بن محمد.
وصنف في تفسير كلام الله تعالى، وأوضح المشكلات من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى الحديث ودرّس، وكان لا يلقي الدرس إلا على الطهارة.
وصنف كتبًا كثيرة، منها كتاب "التهذيب" في الفقه، وكتاب "شرح السنة" في الحديث، و"معالم التنزيل" في تفسير القرآن الكريم، وكتاب "المصابيح" (أي: مشكاة المصابيح)، و"الجمع بين الصحيحين"، وغير ذلك.
وتوفي في شوال سنة 510 بمروروذ، ودفن عند شيخه القاضي حسين بمقبرة الطالقاني، وقبره مشهور هنالك.
ورأيت في كتاب "الفوائد السفرية" التي جمعها الشيخ الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري: إنه توفي في سنة ست عشرة وخمس مئة، ومن خطه نقلت