سنة 481. ومنهم: الحافظ الحميدي - صاحب "الجمع بين الصحيحين" -، وكان إمامًا في الحديث وعلِله ورواتِه، محققًا على مذهب أصحاب الحديث بموافقة الكتاب والسنة، وكان ظاهريًا تلمذ لابن حزم، فدعاه، وكان يتعصب له، ويميل إلى قوله، وقد أصابته فيه فتنة، ولما سدوا على ابن حزم، خرج الحميدي إلى المشرق، مات سنة 488. ومنهم: ابن الخاضية حافظُ بغداد ومفيدُها، قال السمعاني: نسخ "صحيح مسلم" بالأجرة سبع مرات، مات سنة 489. ومنهم: الحافظ محمد بن طاهر المقدسي، قال ابن منده: كان لازمًا للأثر، داوديَّ المذهب، جمع أطراف الصحاح الستة، فأخطأ في مواضع. ومنهم: العبدريُّ الإمام الحافظ، كان من أعيان الحفاظ وفقهاء الظاهرية، وكان داودي المذهب، يحمل الآيات على ظواهرها، مات سنة 544.
ثم عقد الطبقة الثالثة عشرة، وسمى منهم خمسة عشر إمامًا، منهم: كوتاه الحافظُ الإمامُ المفيدُ عبدُ الجليل الأصفهاني، قال الذهبي: هو من أولاد المحدثين، قال: ما أعلم طريقًا إلى الجنة أهدى ممن يسلك طريق الحديث، مات سنة 553.
ثم ذكر في الطبقة الرابعة عشرة أربعة وعشرين حافظًا كانوا أثريين.
وذكر في الطبقة الخامسة عشرة ستًا وعشرين نفسًا من الحفاظ العاملين بالسنة، التاركين للمذهب، الطارحين للتقليد، وقال في ترجمة الحافظ الناقد ابن الرومية الأندلسي: كان ظاهريًا متعصبًا لابن حزم بعد أن كان مالكيًا، مات سنة 637. وقال في ترجمة ابن الصلاح صاحب كتاب "علوم الحديث" الإمامِ المشهورِ: كان سلفيًا حسنَ الاعتقاد، كافًّا عن تأَويل المتكلمين، مؤمنًا بما ثبت من النصوص، غيرَ خائض ولا معمق، انتقل إلى الله تعالى سنة 643.
ثم عقد الطبقة السادسة عشرة إلى الطبقة العشرين، وذكر في كل طبقة جمعًا جَمًّا من الحفاظ المحدثين الأثريين، ومنهم: ابن الظاهري، قال الذهبي: شيخنا الإمام المحدث الحافظ، قلّ من رأيت مثله، ما اشتغل بغير الحديث إلى أن توفي سنة 696. وذكر في ترجمة الحافظ ابن الزبير المتوفى سنة 708: قد قلّ من يقنع