خلقًا كثيرًا، وسافر إلى مكة، وسمع بها، ودخل الشام، وسمع بدمشق، وتوجه إلى الديار المصرية، وصنف كتبًا حسانًا، منها: كتاب "مصارع العشاق". قال ابن الجوزي: حدث عنه أشياخُنا، وآخر من حدَّث عنه شهدة بنت الأبري، قال: وقرأت عليها كتابه المسمى بمصارع العشاق بسماعها منه، قال: ومن أشعاره:
بانَ الخَليطُ فأَدْمُعي ... وَجْدًا عليهمْ تَسْتَهِلُّ
وَحَدا بهم حادِي الفرا ... قِ عَنِ المنازِلِ فاستقلُّوا
قُلْ للذين تَرَحَّلوا ... عَنْ ناظِري والقلبَ حَلُّوا
وَدَمِي بلا جُرْمٍ أَتيتُ ... غداةَ بَيْنِهِمُ استَحَلُّوا
ما ضَرَّهُمْ لو أَنْهَلوا ... مِنْ ماءِ وَصْلِهِمُ وعَلُّوا
قال السِّلفي: وكان ممن يُفتخر برؤيته وروايته؛ لديانته ودرايته، كانت له معرفة بالحديث والأدب، وحدَّث بالكثير على استقامة وسَداد، وسمع منه الأئمةُ الكبار والحفاظ، ومن شعره:
للهِ دَرُّ عصابَةٍ ... يَسْعَوْنَ في طَلَبِ الفوائِدْ
يُدعَوْنَ أصحابَ الحديثِ ... بهمُ تَجَمَّلَتِ المشَاهِدْ
طَوْرًا تَرَاهُم بِالصَّعيـ ... ـدِ وتَارَةً في ثَغْرِ آمِدْ
يَتَتَبَّعونَ من العلو .... مِ بكلِّ أرضٍ كلَّ شارِدْ
فَهُمُ النُّجومُ المُهْتَدَى ... بِهِمُ إِلى سُبُلِ المَقاصِدْ
قال ابن الجوزي: كان جعفر السراج صحيح البدن، لم يعتوره في عمره مرض يُذكر، فمرض أيامًا، وتوفي سنة 500.
سمع الحديث من ابن البناء.
كان أَمّارًا بالمعروف، نَهّاءً عن المنكر، قوالاً للحق، مَهيبًا وقورًا عندَ الملوك، لا يتجاسر أحد أن يقدم عليه إذا أنكر منكرًا، توفي - في الصلاة ساجدًا - في سنة 506.